إن اختلاف طبائع الشخصية، والتربية التي تلقاها الإنسان في الأسرة، إضافة إلى البيئة المحيطة والفضاء العام الذي يتحرك فيه، كلّها عوامل أساسية في أسلوب تعامله مع الآخرين كما ذُكر سابقاً، ولكن المسافة التي يضعها أي إنسان بينه وبين الآخرين – للأسف – لا تعتمد عليه فقط، بل تتأثر بشكل كبير جداً، بالآخر والذي تنطبق عليه
ـــ 39 ـــ فيما بعد، تواردت الأنباء، إثر رحيل أبو الجنجل وغريب الرداد، مع موكب المهاجرين الراحلين عن حارة الصفيح، أن أبو الجنجل قد مرض مرضاً شديداً بعد وصوله إلى الحجرة الكبيرة التي تشبه الكهف في محطة النزوح، والواقعة بين أطلال الآثار المهجورة. فرش له بعض المسافرين فراشاً في أرضية المغارة الأثرية، التي كانوا
ــ 38 ــ خرجا معاً من كوخ زيدان. وتوجها في مسار شارع ينتهي خارج الحي، والذي يتصل بالدرب الترابي الذي ينتهي نحو خرابات منطقة الآثار، خارج المدينة وأحيائها. وبعد أن مضت أكثر من نصف ساعة على ابتعادهما عن دار دحام، تساءل زيدان: ــ أترانا نتجه نحو محطة النزوح؟ ــ …………………………….. ــ إحذر كثيراً من
غالباً ما يتخذ الحديث عن المسافة الطابع المكاني، الجغرافي، الوجود الفيزيائي، ومن هذه العوالم والمجالات، انتقل مفهوم “المسافة” إلى الحقل النفسي والاجتماعي، وكثيراً ما يدور الحديث عن أهمية المسافة بين إنسان وآخر بهدف ضمان الأمن النفسي والاجتماعي لكل منهما، بالطريقة ذاتها التي يُمكن بها الحديث عن أهمية المسافة في تجنب حوادث المرور مثلاً، أو تجنب
عشرة سنوات مضت على إصدار كتاب (قلق المعرفة) للناقد والمفكر السعودي سعد البازعي، وما زالت الطروحات الواردة فيه طازجة، ولكأنها بنت لحظتها، وذلك لطبيعة المعرفة ذاتها، وقضية القلق المعرفي الذي ارتبط بوجود الإنسان منذ طفولته الأولى لليوم.، إضافة إلى تنوع القضايا المعرفية التي ينتاب الإنسان القلق حيالها، والتي فصّل فيها المؤلف بشكل ممتاز، وشامل، وبعين